الجزء الثالث والاخير : تاريخ شباب ابن جرير من الاستعمار الى اليوم
كما ذكرنا في الجزء السابق ففريق شباب ابن جرير بدأ مشواره في القسم الشرفي موسم 1971 /1972 وكان فقط فريقا ينشط البطولة ولا يلعب على تحقيق الصعود لحدود سنة 1975 حيث تغير الرئيس بتقلد محمد عبد الله العيادي لرئاسة الفريق لتتوالى عادة تغير الرئيس سنة بعد اخرى بتقلد محمد جالي سنة 1976/1977 الذي كان يشغل منصب مدير دار الضريبة آنداك والتحق بالفريق الاول عدة لاعبين شباب منهم على سبيل المثال المهدي بردي يونس عبدالاله جمال ترى في الموسم الموالي تقلد الرئاسة السيد سلامة عبد الرحمان و التحق بالنادي لاعبين جدد وكلهم من الرحامنة و يبدو أن عدم استقرار المكتب كان له أثر في تذبذب آداء الفريق وعدم وجود سياسة واضحة عندهم لتطويره أو التفكير في الصعود .
الى حدود سنة 1981 تقلد رئيس جديد أيضا بنفس النهج وهو السيد الصغيري عبد الكبير ليليه الحاج محمد الشعبي على كرسي الرئاسة ومضى الفريق على نفس النهج والشاكلة ولكن بترسانة مهمة من اللاعبين أمثال الصغيري السلامي جمال السباعي الرمحاوي واللائحة طويلة ليتقلد بعدها الاستاذ عبيد زمام الامور والذي كان له الفضل في صعود الفريق من القسم الشرفي الى القسم الثالث سنة 1991 ولكن نقص التجربة عجل برجوع الفريق مجددا الى قسم المظاليم ثم تم تسجيل عودة جديدة للفريق الرحماني سنة 1994.
وفي نفس السنة قابل الفريق الرحماني المنتشي بصعوده وبحضور جماهير اكتظ بها الملعب البلدي آنداك حيث فاز الشباب على منتخب 1986 برباعية نظيفة بمشاركة لاعبين من أمثال الظلمي البياز و فخر الدين و آخرون حيث كانت المدينة تحتفل بمهرجانها الصيفي ابان انتخاب السيد فؤاذ عالي الهمة كرئيس للمجلس البلدي والذي ترك بصمة واضحة على المدينة ككل.
في موسم 1995 تم تغير اسم الفريق من فريق شباب الرحامنة الى فريق شباب ابن جرير والسبب كان غريبا للغاية بحيث أن العصبة كانت قد غرمت الفريق الرحماني مبلغ 5000 درهم فكان من محمد العيادي المتسلم لرئاسة الفريق الا أن يغير الاسم تحايلا منه و تجنيبا للفريق من آدائها وبذلك اصبح اسم شباب ابن جرير الى يومنا هذا حيث مارس بالفريق لاعبين من طينة كبيرة للاسف أن قدرهم كان بمدينة لا تملك من المال و حتى من الامكانيات ما يجعلهم في مصاف اللاعبين الكبار المغاربة أمثال السعيد بودينة جمال غفار سوعيد السمحي الاخوان التدلاوي و كثيرون .
وفي موسم 1996 /1997 تم تغير نظام الهواة الى شطرين الاول والثاني هواة حيث لم تخدم النتائج الفريق الرحماني سنة 1999 لينزل الى القسم الثاني هواة وبقي فيه يصارع بلاعبين من طينة جيدة ايضا كالعرم وجمال و هشام و الزديو وشخمان و السميحي اضافة الى لاعبين من مراكش استقدمهم سمحمد العيادي في فكرة جيدة وكانت لهم الاضافة القوية أمثال الملقب ب “بطيطة” حيث رجع الفريق الرحماني للقسم الاول هواة سنة 2003 وعمت الفرحة مدينة ابن جرير لكن سرعان ما هجره اللاعبون المراكشيون والتحقو بفريق عند علي اولمبيك مراكش حاليا وحقق الفريق انجازا مهما بعدها بسنة واحدة بفوزه سنة 2005 على شباب المسيرة في كأس العرش ثم واجه اولمبيك خريبكة بمراكش وخسر في الاشواط الاضافية بصعوبة بهذفين لواحد وكانت تلك هي سنة الازدواجية للفريق الخريبكي بفوزه بكأس العرش والبطولة الوطنية .
بعدها استمر محمد العيادي في تطعيم الفريق بلاعبين اغلبهم من خارج الاقليم وبقيت عادة اتبعها سلفهم الى اليوم بحكم ظروف هم أعلم بها وبحكم عدة مشاكل كانت تترتب مع اللاعبين الرحامنة في لعبة ككرة القدم لاسباب مالية أو حتى لحب الرسمية وأخد مكانة ضمن الفريق الاول ولعل مشكل ارضية الملعب كان حاضرا بقوة حيث كان مجرد “حمري” تم تغطيته بالرمال بعدها قرر المجلس البلدي برئاسة محمد العيادي تعشيب الملعب فبقي الفريق الرحماني لقرابة ثلاث سنوات مغتربا عن ابن جرير ويلعب اما بصخور الرحامنة او بمراكش مما أثر على قاعدته الجماهيرية بشكل كبير وأنسى الناس أن هناك فريقا اسمه شباب ابن جرير , في سنة 2009 تقلد الحاج الجبوج رئاسة الفريق وعاد الشباب لملعبهم المعشوشب الجميل ولكن قلة من يهتم وقلة الخبرة والاهمال سرعان ما عجلت بعودته لرمال رغم الاموال الطائلة التي صرفت على تعشيبه عجلت بعودة الفريق للقسم الثاني هواة سنة 2013 في موسم مخيب عجز فيه الشباب عن الانتصار يقلب الدار الى أنه في السنة الموالية رجع الشباب بعد أنت لعب الحظ الى جانبهم بشكل كبير للقسم الاول هواة من جديد فتعاقب بعدها على الرئاسة كل من الشاب هشام نزية والاستاذ المنصوري ثم الاخ محمد بنيونس ليتسلم عبد الرزاق غفار زمام الامور في هذا الموسم وهو الان على اعتاب صناعة تاريخ جديد للفريق .
من خلال كل ما ذكرناه يتبين أن فريق الشباب غلبت الهواية والتيارات السياسية والنفوذ على تاريخيه وكذا الصرعات على اختلاف اشكالها اضافة الى جدلية ابن الدار والبراني و عن من له الاحقية بحمل القميص من الاخر حيث هجر العديد من اللاعبين القدامى فريقهم احتجاجا منهم على التسيير اللهم هذه السنة التي يحقق فيها الفريق نتائج لم تكن منتظرة , وفي اعتقادي ان اسقرار المكتب ساهم بشكل كبير في ما يحصل الان على اختلاف الوجوه التي تعاقبت على الرئاسة .
حيث لزم التفكير منذ اليوم وان شاء الله بعد الصعود في تطوير هياكل الفريق والسير به الى الاحتراف و ارساء ركائزه ببرنامج على المدى المتوسط والطويل والاستعانة بتجارب فرق الاخرين اضافة الى وجوب البحث عن موارد قارة وأخص بالذكر المكتب الشريف للفوسفاط الذي تعد مساعدته للشباب شحيحة جدا بمقدار 20 مليون سنتيم في الموسمين الاخيرين بدل سياسة انتظار الهبات التي تؤزم مأمورية المسيرين وتضعهم في مأزق يؤرق بعضهم عن النوم بسبب ثقل المسؤولية وطول أمد الوعود التي يبقى هاجس الوفاء بها أمرا صعبا بحكم مشاكل عديدة .
تواصل معنا