الجفاف وانعدام الرواج يرخي بظلاله على الطبقة الكادحة بابن جرير اياما قليلة قبل عيد الاضحى
وضع المعطي يده على خده وسرح بأفكاره بعيدا و تقاسيم وجهه تكشف عن هم و ثقل كبير يرزح على كاهله , فقد اقترب عيد الاضحى وليس لديه حتى قوت يومه فكيف له ان يوفر اضحية العيد يقول المعطي الوقت حابسة اخويا والله غالب الله يرحمنا من عندو …أمثال المعطي كثيرون بمدينة كإبن جرير اذ لا تتوفر فيها مصانع ولا مشاريع توفر مناصب شغل للساكنة وشبابها …حيث يضيف المعطي بعد سكوته برهة ” كانت اخويا ديك المدينة الخضرا محركة الوقت شويا …ساعة اخويا حبسات بنادم ولا غير عاصر في لقهاوي والدراري شبعانين فانيد ” .
” العيد لكبير ” المناسبة التي ترسخت عند الكثيرين من الطبقات الفقيرة والمتوسطة بوقت الازمة و ” الحزة ” وخصوصا ان وقتها هذا العام اقترن بموعد الدخول المدرسي فزاد الطين بلة حيث يشتد وقعها على جيوب المواطنين مما يجعل البعض يقدم رقبته قربانا للكريدي الذي لا ترحم فوائذه فيما لا يجد البعض حيلة سوى بيع اثاثه او بعض النساء تلجئن لبيع حليهن قصد توفير بعض المال لمواجهة سنة عصيبة بكل المقاييس , هذه السنة التي عرفت فيها الرحامنة جفافا و كسادا اثر على رواج اسواقها ومحالها التجارية فلا تكاد تفتح موضوع الرواج مع احدهم حتى يجيبك على الفور “العام ناقص اخويا الله يحسن لعوان”.
فأين استراتيجية من حملوا مسؤولية تسير المدينة والاقليم لبعث الروح في اوصال مواطنين مقهوريين يئنون بين سندان قلة ذات اليد وبين توفير ضروريات الحياة البسيطة التي قد تخفى للاسف على بعضهم لأنهم بكل لم يكلفوا انفسهم عناء التجول بين ازقة المدينة المهمشة او الدخول لبيوت بعض المعوزين حتى تلين قلوبهم و يعرفوا معنى المعاناة , اللهم استثناء وحيد وهم بعض الفاعلين الجمعويين الذين عايناهم عن قرب ,و أعينهم تفيض من الدمع حزنا وفرقا لهول الحقائق التي وقفوا عليها في شهر رمضان الابرك و هو الامر يتكرر في مناسبة عيد الاضحى فإلى متى يبقى سكان اقليم حباه الله بثروة التراب الاصفر الفاقع النفيس و أهله يضربون اخماسا في اسداس من شدة ثقل المسؤولية وانعدام السبيل لحياة الكفاف والعفاف التي لم نرى احدا في اقليمنا المنكوب يطلب غيرها .
تواصل معنا