
الرحامنة تئن بين من يجيد الركوب على همومها ومآسيها و من اعتاد عمدا استغباء مواطينها
يبدو أن المشهد بالرحامنة لا زال يغلب عليه الطابع الكلاسيكي البائد المتجلي في العزف على وترين لا ثالث لهما بغية تحقيق مكاسب انتخابية مقبلة و تهيئة الاجواء لما قد سيأتي لاحقا , فمنهم من اختار العمل الجمعوي و زاحم شرفاءه كوسيلة للحفاظ على مكتسباته وقرر الانفاق بسخاء لأن الامر له من الاهمية ما له خصوصا في العالم القروي حيث الهشاشة في اقصى صورها , والبعض الاخر اختار وتر دغدغة المشاعر والرقص على الجروح واثارة القلاقل و الملفات الساخنة منقفا من وقته وماله آملا ان يتم المخطط على اكمل وجه .
حيث وللاسف يتم استغلال بيئة الجهل والفقر والحرمان الطاغية في اوساط قرى الرحامنة لجعلها مخازن انتخابية يتم استغلالها وقت الحاجة اليها .
وما وقع مؤخرا من ضجة وصخب في محيط عمالة الاقليم لخير دليل على أن اللعبة الانتخابية بالرحامنة اكبر مما قد يتخيله البعض , حيث وكما وقفنا على ذلك من تصريحات الفلاحين التي تؤكذ ان يدا اخرجتهم و دعمتهم فهم لا يجدون في ذلك حرجا لأن ما يهمهم سوى دريهمات قد يحصلونها من شركة التأمين تقيهم شر خريف و شتاء قاس .
وبالنظر من الجهة الاخرى فتجد اصابع الاتهام موجهة الى اطراف جعلت من كعكة التأمين السنة الفارطة فتحا تم استغلاله وتسويقه انتخابيا لصالح حزب معين عرف و اعتاد على التعامل مع العقلية البدوية الرحمانية ليصطاد بها غلة دسمة في وقت الانتخابات .
ومن هنا يتضح جليا ان المشهد العام بالرحامنة يغلب عليه طابع الحرب الباردة و استغلال الاحداث للركوب عليها وتسويقها بشكل او آخر لصالح لون معين و ضرب معاقل اللون الاخر في مقتل , هذا الامر الذي حدر منه صاحب الجلالة نصره الله و كشف في خطابه اوراق كل مختبئ وراء المكاسب بغية الحفاظ على الكرسي ليس الا هاملا مصالح المواطنين التي تأتي في الدرجة الاولى قبل كل شيء , فماذا قدم هؤلاء للرحامنة ؟ و ماذا استفاذ الاقليم من تطاحنهم ؟ والى متى سيستمر الحال على ما هو عليه الان ؟
الرحامنة ليست في حاجة لحروبهم , هي في حاجة ماسة لمجتمع مدني حقيقي يؤطر , يعلم ويكسر قيود الجهل و ينشئ مواطنين يعرفون معنى الاختيار و ليس الانقياد وراء الاشخاص او وراء وعود كاذبة , في حاجة لمواطنين يعرفون معنى الاخلاق و يتحلون بها , الرحامنة في حاجة الى نهضة بيد شبابها المتعلم والمثقف وليست في حاجة الى نزاعات لن تزيد اقليمنا الا تخلفا , الرحامنة ليست في حاجة الى الوانهم و الى نزعاتهم , فكفى من استغباءهم للمواطن الرحماني الذي يئن لعقود تحت ارث تاريخي ثقيل فكيفه ما عانى و يكابده الى اليوم … ببساطة الرحامنة براء منهم ومما يجمعون .
تواصل معنا