العمل الجمعوي بالرحامنة بين الاستنفاع وخلق الاشعاع و الاستغلال السياسي لهذا القطاع
“ياك لما لله” عبارة لطالما ترددت على ألسن بعض العامة ضمنها تعجب واضح و اشارة الى أن الماء لخالقه ولكل الحق في الاستفاذة منه بل من الغريب والاندر أن تجد من يمنع شربة ماء أو يتباهى بتقديمها .
نفس الامر ينطبق على العمل الجمعوي في أصله فهو عمل تطوعي نفعي بدرجة أولى ويصب في المصلحة العامة وبدافع خلق الاشعاع بعيدا عن أي مصلحة سواءا كانت شخصية أو بدافع سياسي تحركه كل الالوان على اختلافها و صراعاتها المعروفة .
ولعل الاخبار الواردة الينا تؤكد وقوع مشادات كلامية بين كبير فصيل و زعيم آخر بالاقليم في اطار نشاط جمعوي هدفه الاول حسب من نظمه تقريب خدمات صحية لمواطني الرحامنة الجنوبية و استفاذة ما يقارب 2000 شخص منها .
فلما حل السياسيون وقت القافلة ؟ ولما حلوا عند انعقاد المواسم ؟
بغض النظر عن النيات التي لا يعلمها الا الله , فالواجب والمعروف ترك الصفات و الانتماءات والانخراط في العمل التطوعي و ترك فضاء العمل الجمعوي للتطوع و البذل من غير من أو انتظار مقابل .
وللاسف حتى لا أكون مبالغا في طرحي فبتتبع بسيط لبعض الانشطة الجمعوية التي وللاسف لا تكاد تجدها تخلوا من رسائل سياسية مبطنة الا ما رحم ربي لفصيل سياسي أو آخر على اختلاف توجههم و مناطق نفوذهم .
ولعل مشكل دعم الجمعيات اقليميا أو حتى جهويا و ما أثاره بالقلعة من اتهامات و نفيها بين نائب عن حزب الاستقلال و رئيس الجهة ابان انعقاد الدورة الشهرية لمجلس الجهة , عن استفاذة دسمة لجمعيات تابعة للون سياسي معين دون آخر وهو الكلام الذي تراجع عنه الفريق الاستقلالي بحكم عدم توفر الاذلة والتي من شبه المسحيل توفرها في كل الاحوال حيث يبقى الامر بين الداعم وربه و ميثاقه الاخلاقي والشرفي اضافة الى معايير يضعها حسب رؤيته وتصوره وتوجهه و أولوياته .
ومن خلال تجارب بعض الاصدقاء ممن يعملون في المجال فتجد عندهم مرارة في الاحيان فهم من يتعب ويشقى ويكد وفي الاخير قد يقفز على المشهد وجه يستغل الموقف واللمة للتسويق لنفسه و أفكاره ليظهر للناس أنه هنا و أنه موجود , وهو الامر نفسه الذي قد ينطبق في الجنازات و المآتم وحتى بعض “الزرود”.
فيضيع القصد والغاية و عمل الخير والتطوع بين الاستغلال و التنفع .
تواصل معنا