
قصائد “الترواح” الزجلية همزة وصل منسية بين الرحامنة و اخوانهم بالصحراء المغربية
لعل القليل من ابناء الرحامنة اليوم يدركون أن هذه القبيلة من خيرة القبائل التي كونت النسيج القبلي في المغرب وأنها متجدرة في القدم الى أبعد الحدود التي لا يمكن تصورها , ومن مميزات سكانها الحفاظ على التقاليد و العادات والتي وللأسف وان بدأت تندثر في زماننا هذا مع انقضاء آجال الكثيرين ممن يحفظون من الثراث الشفهي و القصائد المخلدة للاحداث و الوقائع في غياب من يهتم و من يسأل او حتى من يدون حيث أن اسباب بقاء هذا الثراث ترديده في كل المناسبات كالافراح مثلا فتحفظ البنت عن أمها وهكذا ينتقل عبر الاجيال فرعا عن أصل .
ولعل “الترواح” من بين العادات التي تتميز بها قبيلة الرحامنة والتي تؤكد تجدر التقاليد الصحرواية الاصلية عند الرحامنة وخصوصا “لعرب” منهم وهو مكون معقد من القصائد ذات القافية والسجع الموحد يغلب عليه طابع الشكر والثناء لله و كذا مديح لرسول الله صلى الله عليه وسلم , أو ذكر مناقب شخص وصفاته وحتى مديع ل صفات عروس او عريس.
وقد حاولت جمع بعض الابيات اليسيرة قصد البيان والتعريف بهذا الطقس الرحماني الذي يقف على حدود الانقراض والذي لا زالت بعض النسوة القلائل تحفضنه وترددنه بشكل جماعي عند توديع العروس ليلة زفافها فيغلب على الاجواء طابع حزن فراق الام لابنتها التي تغادر بيت ابيها الى بيت زوجها و حتى قد يرددنه في وقت الحصاد للتسلية و رفع المعنويات في مواجهة لهيب الحر و طول موسم الحصاد القاسي بحكم طبيعة الرحامنة الجافة .
فمثلا في بداية أي قصيدة :
بسم الله باش بدينا
وعلى النبي صلينا
في مدح الدوار والقبيلة :
دواري يا مي دواري
دواري تاع لولفية
الى مشيت ما يحشم بيا
في مدح الاشخاص :
وخيي مشا يتقدى
في كراشو ما يجيب الردة (الكرش gorch: قطعة نقدية قديمة )
فرشت وسرحت عينيا
مشيتي يا سروت اديا
تعالي يا خيار الجورة
الى مشتي مانك محكورة
للاشارة فترديد الابيات يتم بلهجة صحراوية صرفة و هي مجرد مثال بسيط من مجموعة قصائد طويلة حتى أن النسوة يستغرقن ساعات في ترديدها .
والمؤسف أن بعض سكان الصحراء لا يعلمون أن ابناء عمومتهم في الرحامنة لا يزالون متشبتين بتقاليدهم و أصولهم التاريخية من بطون الصحراء المغربية التي نعتز بانتمائنا لها ونعتز أن تكون قبيلتنا مكونا أساسيا من نسيجها البشري أبى من ابى وكره من كره .
تواصل معنا