مشروع ضخم بسد المسيرة سينقد جماعات اقليم الرحامنة واقاليم الجهة من شبح العطش التفاصيل في الداخل
صرحت المديرة الجهوية للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب مالكة بلقوادسي على ان المكتب يسهر على إنجاز مشروع مهم بجهة مراكش آسفي، حيث سيعمل على تزويد الحمراء ومجموعة من المناطق المحيطة بها بالماء الصالح للشرب، وهو مشروع تم البدء في انجازه منذ سنيتن، ويتعلق الأمر بمشروع سد المسيرة الذي سيتم الانتهاء من اشغاله في افق 2019، ويهم ثلاثة أقطاب: مراكش، الرحامنة والحوز، وذلك في انتظار تمديد التجربة على مستوى مناطق اخرى بالجهة من اجل تزويدها بالمياه السطحية.
المشروع وحسب مالكة بلقوادسي يتعلق بمأخذ 7.0متر مكعب في الثانية بسد المسيرة، وستكون بجانبه محطة لإزالة الاوحال بصبيب 3.5 متر مكعب في الثانية. سيتم ضخ مياهها وصولا الى مدخل مدينة ابن جرير، ليتم امداد المكتب الشريف للفوسفاط ب 630 لتر في الثانية. كما سيتم انشاء محطة للمعالجة بصبيب 2.5 متر مكعب في الثانية على مستوى نفس المدينة، حيث ستعمل على تزويد مراكش بالماء الصالح للشرب، وذلك من خلال انشاء مجموعة من محطات الرفع على طول المسافة الرابطة بين ابن جرير ومراكش، الى جانب انشاء 7 خزانات للماء.
وحسب المديرة الجهوية للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بجهة مراكش آسفي، سيتم ايضا تزويد كل من جماعة سيدي بوعثمان، وجماعات جنوب الرحامنة.
وأضافت نفس المتحدثة على ان هذا المشروع سيمد الوكالة المستقلة لتوزيع الماء و الكهرباء بمراكش من خلال خزان 10 آلاف متر مكعب، وذلك الى جانب خزان الوكالة بسعة 30 الف متر مكعب الذي يوجد كذلك في طور الإنجاز. كما ستتاح أيضا فرصة تزويد مدينة تامنصورت التي ستضم مستقبلا ما يعادل 450 الف نسمة، وذلك بعد الانتهاء من دراسة المشروع.
مشروع بقيمة 2.5 مليار درهم ويمتد على مسافة 125 كيلومتر
تعتبر ندرة المياه الجوفية من المشاكل المقلقة وعملية استنزافها من المواضيع الساخنة والبالغة الأهمية نتيجة للإهمال والاستهتار البشري في استخدامه للموارد التي أعطاها إياه الله، لذا فاستنزاف المياه الجوفية لا يعني الضرر فقط على مخزون ومنسوب المياه المتواجد في باطن الأرض فقط بل سيتعداه إلى مجالات أخرى، والتي ستشكل خطرا على اجيالنا القادمة.
وبهذا الخصوص، تقول مالكة بلقوادسي على ان “المحطة الحالية للماء الصالح للشرب والمتواجدة بتراب جماعة تسلطانت يتم تزويدها من سد الحسن الاول بما يعادل 40 مليون متر مكعب سنويا ، و سد يعقوب المنصور بما يناهز 17 مليون متر مكعب سنويا ، هذا الى جانب حصة 10 مليون متر مكعب من المياه الجوفية، والتي يجب المحافظة عليها ، الشيء الذي سيتيحه مشروع سد المسيرة الذي سيمتد إلى مراكش عبر قناة بطول 125 كيلومتر وبعرض 800 الى2000 مليمتر”، والذي تصل كلفته الى 2.5 مليار درهم، ويسهر على انجازه المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب من خلال شركات كبرى و عبر قرض من البنك الافريقي للتنمية، ويساهم في تمويله المكتب الشريف للفوسفاط بما يعادل حصة استفادته من صبيب هذا المشروع”.
بطاقة تقنية عن المشروع
أخذت دراسة هذا المشروع بعين الاعتبار احتياجات 3 أقطاب : مراكش-الحوز-الرحامنة.
الأقطاب المعنية بالمشروع :
- قطب مراكش و يضم مدينة مراكش و مراكز تامنصورت و تامصلوحت و اثنين الوداية وقطارة و سيدي الزوين و الساكنة القروية لعمالة مراكش.
- قطب الحوز و يضم مراكز ايت اورير و امزميز و مولاي ابراهيم و تحناوت و لالا تاكركوست و اغمات و سيدي عبد الله غيات و المدينة الجديدة الشويطر والساكنة القروية لعمالة الحوز.
- قطب الرحامنة و يضم مدينة ابن جرير و مراكز صخور الرحامنة و سيدي بوعثمان و الساكنة القروية لدوائر سيدي بوعثمان والرحامنة الجنوبية.
النظام الحالي للتزود بالماء بمراكش و المراكز المرتبطة بها
حاجيات مراكش ومراكزها تزود حاليا انطلاقا من مجمع الحسن الأول- سيدي إدريس و يعقوب المنصور- تاكركوست و المياه الجوفية للفرشة المائية بالحوز.
_ مصادر سطحية : 40 مليون متر مكعب كل سنة انطلاقا من قناة روكاد و 17 مليون متر مكعب سنويا من سد يعقوب المنصور، والتي يتم استغلالها عن طريق محطة للمعالجة بطاقة تقدر ب 3100 في الثانية.
_ مصادر جوفية: 300 ل /الثانية لكنها تعرف انخفاضا مستمرا
هذا النظام الحالي سيلبي الحاجيات الى غاية سنة 2019 حيث سيتم الشروع في استغلال مشروع سد المسيرة
خاصيات مشروع تقوية مصادر التزود بالمياه من سد المسيرة
_ إنشاء مأخذ للمياه عن طريق حفر ثقب بجدار السد بصبيب يبلغ 7.0 متر مكعب في الثانية.
_ إنشاء محطة لتصفية المياه من الأوحال بصبيب يبلغ 3.5 متر مكعب في الثانية.
_ إنشاء محطة لمعالجة المياه بصبيب يبلغ 2.5 متر مكعب في الثانية.
_ إنشاء ثلاث محطات لضخ المياه.
_ بناء سبعة خزانات للمياه تبلغ سعتها ما بين 5000 إلى 25 ألف متر مكعب
_ وضع 125 كيلومتر من القنوات بقطر ما بين 800 الى 2000 مليمتر
_ تأهيل مسالك الولوج للأشغال
_ إنشاء نظام للتسيير و التحكم عن بعد
حق الأجيال القادمة في المياه الجوفية
الأجيال القادمة من بني البشر سوف تكون هي الأكثر استهلاكا لموارد المياه، وهذا الاستهلاك المتزايد يسبب نقصانها بشكل يهدد الحياة على المنظور البعيد.
ولو اعتبرنا أن هناك أمم سيكون فنائها بسبب عدم توفر الماء لربما نفيق من غفوتنا ونعمل منذ هذه اللحظة على التصرف باهتمام بالغ لسد حاجات الاستهلاك الآدمي للمياه بشكل مرّشد لتفادي المشاكل التي سوف تظهر في المستقبل بسبب هذا الإهمال المتزايد، ويجب على الدول والمؤسسات المعنية في هذا الباب القيام بواجبها تجاه هذه المصادر والدفاع عنها وسن القوانين والتشريعات والندوات والمؤتمرات الدولية والعلمية بشكل دوري وذلك من أجل زيادة الوعي بين الناس حول هذه المشاكل، ليس هذا فحسب بل العمل على إدراجها ضمن المناهج التي يتم تدريسها والقيام بالأبحاث والدراسات المكثفة والتي سوف تعمل على إيجاد الحلول المناسبة لمشاكل المياه حول العالم.
مشكل استنزاف المياه الجوفية هي أحد المشاكل التي تعد نوعا ما بسيطة إذا ما تم مقارنتها بمشكلة تلوث المياه بشكل عام، ولكن يجب النظر إلى كل أمر بأهمية بالغة وعدم الانتقاص من حق كل مشكلة، ولعل مشروع سد المسيرة سيفك مشكل جهة مراكش آسفي وساكنتها التي تزداد يوما بعد يوم، وذلك في انتظار ايجاد حلول بديلة ووعي البشرية بالمشكل الذي يلحقها في هذا الباب.
تواصل معنا