بالفيديو

24 ساعة

استطلاع الرأي

هل تستحق ابن جرير فعلا لقب "مدينة" ؟

عرض النتيجة

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

الرئيسية » ثقافة وفنون » هل تعرف سحابة الرحمانية ؟ المرأة التي عرفت كيف تسايس سليمان القانوني وتجعل من ابنها ملكا في عهد السعديين

هل تعرف سحابة الرحمانية ؟ المرأة التي عرفت كيف تسايس سليمان القانوني وتجعل من ابنها ملكا في عهد السعديين

ونحن نخلد هذه السنة ككل شهر مارس عيد المرأة جال بخاطري أن انبش في قصص النساء الرحمانيات عبر التاريخ فأثار انتباهي قصة السيدة الرحمانية “سحابة” وفي رواية للمؤرخ عبد الكريم الفيلالي ان اسمها الحقيقي هو مسعودة , هذه السيدة التي تميزت بالذهاء الخارق وعرفت فنون التفاوض تنحدر من عائلة رحمانية حيث تطابقت كل الرويات أن السلطان السعدي المهدي  الشيخ كان في عدواة مع السلطان  الذي قهر اوربا سليمان القانوني والذي تعرف عليه الجيل الحالي من خلال الملسل الشهير “حريم السلطان” رأى يتزوج امرأة رحمانية  ومصهارتهم ضامنا بذلك نصرة  هذه القبيلة التي عرفت بالشراسة في القتال  و تجاور مدينة اكبر مدن المغرب آنداك  , فكان له ما أراد وصارت المرأة الرحمانية ضمن نساء البلاط وتعززت قوته في مواجهة أعداءه .

الا أن  شدة العداوة بين زوجها و سليمان الذي كان يطمع في حكم المغرب عجلت بقتل زوجها غدرا في عملية اغتيال قام بها رجال سليمان ليلا حينما كان زوجها المهدي نائما في احدى الخيام بعد يوم حرب شاق  وحمل رأسه الى سليمان الذي علقه على شبك من نحاس بمداخل اسطنبول , فقررت سحابة التوجه في مفاوضات مع الاتراك حيث استطاعت بذهائها أن تقنعهم بترك الحرب بينهم وبين السعديين  على أن تدعمهم في  في الحرب ضد الاسبان وبالتالي استطاعت أن  تعيد رأس زوجها و في نفس الوقت أن  تحصل على دعم الاتراك في صراع السلطة بين ابنها عبد الملك و بين المتوكل الذي أخده غصبا اثر وفاة زوجها المغدور حيث دخل ابنها بعد دعم الاتراك  إلى فاس بعد معركة « الركن » وفر المتوكل مذعورا يطلب نجدة البرتغال، وتمت بيعة عبد الملك بمراكش في 1576م تحت أنظار أمه  حيث فتح علاقة وطيدة مع الانجليز في شخص ملكتها إليزابيث نكاية في البرتغال والإسبان، وظل المتوكل السلطان الخائب رفقة زوجته بياتريس يناوران لاسترجاع ما فقدوه تارة بمساعدة أهل سوس الذين قتل منهم عبد الملك أكثر من ستة عشر ألفا، وأخرى بالتجائه لملك البرتغال سباستيان حيث جرت معركة فاصلة في وادي المخازن بالقصر الكبير، قتل فيها سباستيان وغرق المتوكل واستشهد عبد الملك المعتصم وسميت بمعركة الملوك الثلاثة. وكان لتلك المرأة الفضل في استمرار سلطان المغرب، و إيقاظ همة ابنها عبد الملك الذي انتصر على أقوى الإمبراطوريات متمثلة في إسبانيا والبرتغال، ولولا ما حققه في معركة وادي المخازن لكان التاريخ غير التاريخ والناس غير الناس، ولأصبح المغرب رقما في خانة المستعمرات البرتغالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.