بالفيديو

24 ساعة

استطلاع الرأي

هل تستحق ابن جرير فعلا لقب "مدينة" ؟

عرض النتيجة

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

الرئيسية » الهضرة عليك » غياب ثقافة الاستماع تزيد من عمق الهوة بين المسؤولين و المواطن بابن جرير .

غياب ثقافة الاستماع تزيد من عمق الهوة بين المسؤولين و المواطن بابن جرير .

لماذا لا يسمع المسؤولون و لا يستعمون ؟؟

بين السمع والإستماع فرق لغوي وبنيوي و معنوي أيضا , فالسمع هكذا يبقى مجردا ولصيقا بوظيفته الحسية المعروفة بين كل المخلوقات على وجه البسيطة  أما الإستماع فهو الإمعان في السمع بتركيز و بحضور كل الحواس وطبعا ينخرط العقل البشري في التفكير في ما يستمع له ليصل السامع لدرجة الإدراك بالمسموع .

ولا يمكن حصر غياب هذه الثقافة النادرة في مجتمعنا على المسؤولين وحدهم , أيضا في حياتنا اليومية بين الأب وابنه , والزوج وزوجته , والأ خ وأخيه ليترتب عنه أحيانا كثيرة مشاكل قد يكون المرء في غنى عنها ان كان قد استمع و أمعن في كلام مخاطبه .

هذه الثقافة التي وللأسف يكون غيابها بثأثير مضاعف وجلي حينما يتعلق الأمر بعشرات المخاطبين وعلى رأسهم رجال الإعلام و الفاعلون الجمعويون والمواطنون العاديون لمسؤول ما أو لعدة مسؤوليين و تجابه في الغالب إما بالتجاهل أو الرفض وقد تصل الى حد وضع المخاطب في خانة المتآمر أو الحقود ,  فلماذا لا يسمع لصوتهم ولما لا يتم أخد كلامهم على محمل الجد ؟؟؟ ولما لا يتصف مسؤولونا بهذه الصفة الهامة والفارقة , حتى بين بعضهم البعض , فتجد كل واحد يلقي باللوم على الآخر في الكثير من الاحيان .

هذه المعضلة الخطيرة قد تكون في المنحى المعاكس حينما يخاطب المسؤول أي شخص فلا يحظى أيضا بالاستماع الواجب  مما يترتب عنه سوء الفهم و انعدام الثقة بين الطرفين , ليبدأ  كل في كيل الإتهامات جزافا و التي تكون في معظمها ناتجة عن رد فعل .

والإستماع وحده لا يكفي لتحقيق المراد بل وجب التفاعل مع ملاحظات الناس وآرائهم ومطالبهم ولنا خير مثال في الحكمة المتبصرة لصاحب الجلالة الذي يتفاعل مع شعبه في كل صغيرة وكبيرة مما أكسبه حبا و احتراما منقطع النظير على الصعيد العالمي .

ولعل الخطاب الشهير لجلالته في طياته توجيه لكل المسؤوليين الى اتباع نهجه المتبصر في فن الإستماع و الإنصات لنبض المواطن لتصلح بذلك شؤون الناس  والرعية وينعم المسؤول أيضا بالرضى الذي من المستحيل أن يدرك كاملا بحكم الإختلاف الذي يعتبر وحده فنا قليلون هم من يعرفون تدبيره .

نجاح عبدالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.